کد مطلب:335827 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:167

مقارنات بین إرث عائشة، و حرمان فاطمة
عائشة تطالب بالإرث

وطلب نساء النبی إرثهن علی حسب الجبلة البشریة والعرف. إلا أن عائشة بعد موت الزهراء نسیت هذا الحدیث ورجعت إلی الحق والفطرة البشریة فتراها تطرق باب عثمان للمطالبة بإرثها من النبی صلی الله علیه وآله. روی شریك بن عبد الله فی حدیث رفعه أن عائشة وحفصة جاءتا عثمان حین نقص أمهات المؤمنین ما كان یعطیهن عمر فسألتاه أن یعطیهما ما فرض عمر



[ صفحه 286]



فقال: لا والله ما ذاك لكما عندی. فقالتا له: تأتنا میراثنا من رسول الله من حیطانه، وكان عثمان متكئا فجلس وكان علی بن أبی طالب علیه السلام جالسا عنده فقال: ستعلم فاطمة أی ابن عم لها الیوم: ألستما اللتین شهدتما عند أبی بكر ولفقتما ومعكما أعرابیا یتطهر ببوله مالك بن الحویرث من الحدثین فشهدتم أن النبی قال: إنا معاشر الأنبیاء لا نورث ما تركناه صدقة فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما علی أنفسكما وإن كنتما شهدتما بباطل فعلی من شهد بالباطل لعنة الله والملائكة والناس أجمعین. فقالتا له: یا نعثل والله لقد شبهك رسول الله صلی الله علیه وآله بنعثل الیهودی. فقال لهما: (ضرب الله مثلا للذین كفروا امرأة نوح وامرأة لوط). أخرج ابن داود وابن ماجة عن عامر عن سعد بن أبیه قال: مرضت عام الفتح حتی أشفیت علی الموت فعادنی رسول الله فقلت: أی رسول الله إن لی مالا كثیرا ولیس یرثنی إلا ابنة لی. أفأتصدق بثلثی مالی؟ قال: لا. قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثیر إن تذر ورثتك أغنیاء خیر من أن تذرهم عالة



[ صفحه 287]



یتكففون الناس فكیف یأمر رسول الله بذلك ویترك ابنته وهو یعلم ما ستلاقی من الظلم والاضطهاد وقد ردت الزهراء الحدیث الذی ادعاه أبو بكر بالأدلة والآیات المحكمة فی خطبتها الغراء التی قالت فیها: (یا ابن أبی قحافة أفی كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبی؟ لقد جئت شیئا فریا!! أفعلی عمد تركتم كتاب ونبذتموه وراء ظهوركم إذ یقول: (وورث سلیمان داود) وقال فیما اقتص من خبر زكریا: (فهب لی من لدنك ولیا یرثنی ویرث من آل یعقوب واجعله رب رضیا). وقال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولی ببعض فی كتاب الله). قال: (یوصیكم الله فی أولادكم للذكر مثل حظ الأنثیین) وقال: (كتب علیكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خیرا الوصیة للوالدین والأقربین بالمعروف حقا علی المتقین). فخرجنا من عنده [1] .

هذا الكلام من عثمان كان صاعقة علیهما لأنه یحمل آیات الحق ویبین ظلمهما للزهراء علیها السلام لما لفقتا كذبا وزورا لمنع الزهراء من إرث أبیها.


[1] الإيضاح للفضل بن شاذان ص (258 - 268).